تشتمل حياة الطالب الجامعي على جوانب متعددة ولا تقتصر على الدراسة فقط. فعلى عكس المرحلة المدرسية فإن مرحلة الجامعة هي مرحلة الانطلاق وغالباً ما تكون بداية الانفتاح العقلي والثقافي على المجتمع والعالم، والتعرف على أشخاص مختلفين وتجربة نشاطات متعددة لم تكن متاحة في المدرسة.
وبما أن الجامعة هي مرحلة مهمة في حياتك فيجب أن تستغلها أفضل استغلال للخروج منها ليس فقط بالشهادة! وإنما الخروج بتكوين ناضج وواعي ومثقف لعقلك، وتأهيل جيد لحياتك المهنية في المستقبل، وأيضاً ذكريات مميزة لهذه الفترة الرائعة من شبابك.
في هذا المقال يطرح عليك خبراء StudyYup أفكار تساعدك على الاستغلال الأمثل لوقتك خلال سنوات الدراسة الجامعية. لتستفيد منها كي لا تُضيّع هذه الفترة الطويلة دون تحقيق الاستفادة القصوى منها.
10 أفكار تساعدك على الاستغلال الأمثل لوقتك خلال سنوات الدراسة الجامعية
- حدد أهدافك منذ البداية
في الغالب يحتاج النجاح إلى تخطيط جيد، والتخطيط هو خير وسيلة لاختصار كثير من الوقت الضائع عبثاً في اتجاهات لا تريدها. ينصح الخبراء بأن يبدأ الإنسان أي مرحلة جديدة في حياته بتخطيط جيد وتحديد أهدافه من تلك المرحلة بشكل مسبق.
قبل أن تبدأ الدراسة بالجامعة أنت بالتأكيد تعرف لماذا اخترت تلك الجامعة وذاك التخصص بالتحديد، ولديك أهداف شخصية ومهنية محددة .. ضع تلك الأهداف نُصب عينيك دائماً حتى لا تضل الطريق، وحاول وضع خطة زمنية مرنة لتحقيق أهداف صغرى تقودك لهدفك النهائي وتحقق ما خططت له لحياتك المستقبلية.
- نظم وقتك ورتب أولوياتك
لقضاء وقتك بطريقة أكثر فاعلية وإنتاجية. ما عليك إلا ترتيب أولوياتك، وتنظيم ما تريد القيام به في جدول زمني مرن وسهل التنفيذ.
وزّع طاقتك ووقتك على حضور محاضراتك ودروسك وفصول التطبيق العملي، والمذاكرة المنزلية، وممارسة الرياضة للحفاظ على صحة جسدك، وممارسة هوايتك او ممارسة نشاط طلابي مفضل لك، والجلوس مع عائلتك للتسامر والحديث فترة جيدة، مع توفير وقت للتحدث مع الأصدقاء فيما يفيد، ووقت للتنزه والترفيه ومكافأة الذات على التزامها بالجدول.. وهكذا
(كل طالب يستطيع عمل جدوله الخاص وفق أولوياته ومسئولياته).
- استغل كل الفرص المتاحة لتطوير مهاراتك
قبل أن تطرأ عليك مسئوليات جديدة بعد التخرج، استغل فترة الدراسة الجامعية في تطوير ذاتك وتعلم مهارات جديدة.. احضر الدورات التدريبية وورش العمل المتاحة داخل الجامعة أو خارجها سواءً كانت تلك الدورات لتقويتك في مجالك أو لتنمية مهارات شخصية أو وظيفية لديك.
احرص على اكتساب مهارات عملية هامة، مثل: التفكير التحليلي والنقدي، ومهارات التواصل، ومهارات حل المشكلات، ومهارات البحث وغيرها..
المهارات اللغوية من أهم المهارات التي عليك إتقانها؛ لذا احرص على حضور الدورات التدريبية لإتقان اللغة الإنجليزية أو أي لغة تريد تعلمها.
استفد من تجارب الخريجين واستشر خبراء في مجال دراستك للحصول على نصائح قيمة.
- إنشئ شبكة علاقات اجتماعية نافعة
في الجامعة ستصادف جميع أنواع الشخصيات، أفراد من أماكن مختلفة وخلفيات ثقافية كثيرة. لذا كن حريصاً في اختيار أصدقائك على أن يكونوا أسوياء ومتقاربين معك من حيث الفكر والقيم ونمط الحياة.
الجامعة مكان يؤسس لقيم العمل الجماعي والمشاركة؛ مما يحتم عليك التعاون مع زملائك في تنفيذ المشاريع والتطبيقات ومشاركة المعرفة والأفكار. كما أن عليك الحرص على التواصل مع أساتذتك ومناقشتهم لتستفيد من خبراتهم وعلمهم.
- اهتم بصحتك الجسدية والعقلية
فترة الجامعة فرصة مثالية لبدء تعويد نفسك على أسلوب حياة صحي.. فقط عليك تنظيم كمية ونوعية غذائك والحرص على تناول الوجبات الصحية. مع ممارسة الرياضة بانتظام (هنا عليك اتباع قاعدة قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع).
حقق التوازن بين الدراسة وتحصيل العلم والتدريب والمذاكرة، وبين الترفيه وقضاء بعض الوقت في فعل أشياء تفضلها مع الأشخاص المفضلين لديك.
ولا تنسى تخصيص وقت للراحة فقط.. فالراحة مهمة جداً لاستعادة نشاطك لتواصل تحقيق أهدافك، لذا احرص على النوم الكافي من 6: 8 ساعات ليلاً.
- شارك في أنشطة تطوعية
المشاركة في الأنشطة التطوعية تجعلك تحتك بالعالم الخارجي والناس وتزيد من خبراتك وتجعلك تكتسب بعض المهارات الممتازة، كما تزيد من حجم شبكتك الاجتماعية ومعارفك. وخاصة المشاركة في الأعمال الخيرية تنمي لديك القيم الإنسانية والشعور بالآخر.
- استفد من المكتبات الجامعية
تضم المكتبات الجامعية آلاف المصادر والمراجع، لا تترك فرصة الاستفادة العلمية والثقافية منها. اطلع على المصادر الخاصة بمجالك وتخصصك الدراسي، واقرأ أيضاً بعض الكتب العامة والمتنوعة في وقت فراغك بهدف زيادة ثقافتك وتوسيع أفقك الفكري.
- جرب العمل أثناء الدراسة
تجربة العمل أثناء الدراسة تزود الطالب بخبرة كبيرة ومهارات عالية في مجاله أو حتى في مجال آخر. فإذ ا كان أمامك وقت كافي لا تتردد في العمل بدوام جزئي أو لفترة محددة (كفترة الأجازة الصيفية) في أي فرصة عمل تعود عليك بالنفع.
ولا يهمك هنا العائد المادي قدر ما يهمك التدريب وزيادة خبراتك.
- تعلّم كيفية استخدام التكنولوجيا بذكاء
أنت محظوظ لأنك وُجدت في عصر التكنولوجيا وتطورها السريع. استغل ذلك أفضل استغلال، من خلال:
1- الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مذاكرتك وزيادة معرفتك والإجابة على استفساراتك، وكأنه معلمٌ معك أينما كنت.
2- قلل من الوقت الذي تستخدم فيه مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبتلع منك وقتك دون فائدة حقيقية (لا تتركها تماماً ولكن قلل استخدامها حتى لا تؤثر على تحقيق أهدافك).
3- استخدم تطبيقات الهاتف من أجل تنظيم وقتك وتذكيرك بمهامك.
4- استخدم محركات البحث لتوسع من معرفتك في نقاط معينة بدروسك.
5- احضر الدورات التدريبية أونلاين؛ سواء فيما يتعلق بمجال دراستك، أو بما يتعلق باهتماماتك وهواياتك بشكل عام (مثل: دورات برامج التصميم الجرافيكي، ودورات التسويق الإلكتروني، ودورات اللغة الإنجليزية أو أي لغة، ودورات التنمية البشرية وتطوير الذات .. )
- ابقى على اطلاع بأحدث المستجدات والأخبار في مجالك المستقبلي
طوّر من معرفتك باستمرار، وداوم على التعلم الذاتي طوال حياتك. وابقى مطلعاً على أحدث الأخبار والمستجدات في مجال عملك المستقبلي.
وأخيراً؛ ابدأ الآن ولا تُسوّف.. إبدأ في التخطيط لحاضرك ومستقبلك، والعمل بنشاط على تحقيق أهدافك وتطوير ذاتك وإثراء سيرتك الذاتية. ولا تخف من التحديات واجهها بعزيمة، وتعلم من أخطائك.
وتذكر أن الجامعة ليست مكاناً للتعلم الأكاديمي فقط. وأن فترة الدراسة الجامعية هي فرصة فريدة للنمو الشخصي والمهني. فاستثمر الوقت والجهد بحكمة، مما سيكون له تأثير إيجابي على مستقبلك.